البطل الوحيد أبو عبيدة - قصيدة من أحد شعراء اليمن

البطل الوحيد ( أبو عبيدة)

للشاعر هشام باشا - اليمن



فاجِئْ القَصْفَ بساقٍ تَقِفُ
وخُطىً تَسْخرُ ممّن قَصفوا

واقْتُلِ القَتْلَ الذي يُلْقُونَهُ
فيكَ، والنّزْفَ الذي لا يَقَفُ

واحْتَشِدْ وَحدَكَ لا تَحْفلْ بمَن
جَبُبوا أو خَذَلوا أو ضَعُفوا

وانْطَلِقْ وَحدَكَ، لا للبَحْثِ عن
مَن يُواسيكَ، ولا مَن يَرْأَفُ

إنّما للبَحْثِ عن ثَقْبٍ إلى
كَبِدِ الباغين لا يُكْتَشفُ

وتَسَلّلْ بهُدوءٍ ثُمّ خُذْ
نَفَسًا مِن كُلّ جُرْحٍ يَنْزفُ

لا تُفَكِّرْ في سوى ما اغْتَصَبوا 
مِن فَلسْطِيْنَ، وأدْمَوا ونَفوا

واغْرسِ الشَّفْرةَ فيهم، وانتقمْ
بجُنونٍ غاشمٍ لا يَأْسَفُ

بالجِراحات تَسلّحْ، وارْمِهِمْ
أنتَ واهجُمْ واستعدْ ما اخْتَطَفوا

لا ترُمْ في المَسْجِدِ النَّصْرَ فلنْ
يَنْصُرَ المَسْجِدُ مَن لم يَعْصِفوا

شَفْرَةٌ للثَّأرِ باتتْ ويَدٌ
حُرَّةٌ تَصْقُلُها أو تُرْهِفُ

هي عند اللَّهِ خيرٌ من يدٍ
ودعاءٍ خائفٍ يَرْتَجِفُ

وسُكُوتٌ كامنٌ للنّيلِ بالحَقِّ
ممَّن ظَلموا واسْتَضْعَفوا

هُوَ أجدى مِن صُراخٍ هادِرٍ
غاضِبٍ لكِنّهُ يُسْتَنْزَفُ

فاسْتَترْ بالصَّمْتِ حتى يثقوا
أنَّهُم قد أحْرَقوا ما أتْلَفوا

ثُمّ ثُرْ، واغْضَبْ وقاتِلْ وانْتَصِرْ
بيَدٍ بالضَّعْفِ لا تَعْترِفُ

ثُمّ قاتِلْ مَرَّةً أُخرى إذا
رَجَعوا، وازْحَفْ اذا ما زَحَفُوا

ثُمّ إنْ مُتَّ كما شِئتَ وقد
نلتَ منهُمْ واصْطَفاكَ الشَّرَفُ

عُدْ من الموتِ إليهِم غَضَبًا
يَسْتَهلُّ الحربَ أو يَستأنفُ

ثُمّ قاتِلْهم وقاتِلْهم كما
جَهِلوا حَقّكَ حتى يَعْرفوا

لا تُسالمْهُم، وإنْ سالمْتَهُم
لا تُصافحْهُم إذا لَم يَقِفوا

لا تَدَعْهُم أبدًا إلّا إذا
حَمَلَوا (أسماءَهُم وانصرفوا)

تعليقات