نادر الشرفي يكتب "الإعتراف بالخطأ فضيلة" لموقع جريدة العربي اليوم



"الإعتراف بالخطأ فضيلة"

ليس بالضرورة أن يكون كل ما نعتقده أو نؤمن به صحيحًا لا يحتمل الخطأ، كل الأفكار -مالم تكن سماوية محفوظة- قابلة للتشكيك والنقد والتصحيح.
المثقف الحقيقي من يعلم أنه لا يعلم، من يستطيع التغلب على أفكاره الرثّة إذا أدرك أفكارًا أقوى حججًا وأدلة.
الإعتراف بالخطأ فضيلة لا تنقص من مكانة أو ثقافة المعترف شيئًا، بل تزيد مكانته سموًّا وقدْره رفعه، غير أننا في ثقافتنا النرجسية نكره هذه الفضيلة ونحاربها؛ فتراكمت الأخطاء وأصبحت أمرًا عاديًّا في حياتنا.
في التنزيل الحكيم لا يقسم الله تعالى إلا بشيءٍ عظيم، فلم يقسم بـ"النفس المطمئنة" ولا بـ"النفس الأمارة بالسوء"، وإنما أقسم بـ "النفس اللّوامة" لأنها النفس الناقدة التي تصوب وتراجع وتعترف بالخطأ والقصور، فهل هناك أعظم من هذا التكريم لمنزلة النقد!!.
على مستوى الأمة- كل الأمم العظيمة والقوية لم تصل لعظمتها وقوتها إلا بعد تدقيقها وبحثها عن جميع أخطائها الكبيرة والصغيرة ومناقشتها وإستخلاص المواعظ والعبر منها، وأمتنا للأسف لا تزال ترى أن البحث عن الأخطاء أو حتى مناقشتها كلاميًا عيبًا ومنقصة.
أمة بهذه العقلية لن تنهض، نحن بعيدون جدًّا عن الأمم الأخرى، يبعدون عنا بثقافتهم قرونًا وسنينًا ضوئية.
#نادر_الشرفي

هذه المقالة كُتبت لموقع العربي اليوم.

تعليقات