" لأنها.. لا تحب الشعر والأدبا " شعر لـ بديع الزمان السلطان - حروف منفية


لأنّها .. لا تحبُّ الشِّعرَ والأَدَبا

قلبي على يَدِها في الحبِّ قد صُلِبَا


اذا كتبْتُ لها شِعرًا تقولُ : هَبَا ء

وإنْ كتبْتُ لها نثْرًا تقولُ : غَبَا ء


قصائدي منذُ عامٍ في فَمِي يَبسَتْ

فلم أَقُلْها ، ولم أتبع لها سَبَبا


لقد نزفْتُ لها شوقًا بلا عَدَدٍ

وقد كتبتُ لها في وصفِها كُتُبَا


وكم عصرتُ لها روحي فراولةً

ثمّ انسكبْتُ عصيرًا رائعاً عِنَبَا


وكم كسرتُ غروري ، كبرياءَ دمي

ولم يَلِنْ قلبُها يوماً ولا رَطبا


وكم سهرتُ لها ليلي على قلقٍ

وبتُّ مضطربَ الأرجاءِ ملتهبا


وضعتُ سمّاعةَ الجوّالِ في أُذُني

حتى تُعاتِبَني لم تحسنِ العَتَبا


أنثى تجيدُ خداعَ القلبَ ، تتركهُ

لوحدهِ في صَحارى الحبِّ كالغُرَبا


هذا الزمانُ غريبٌ في حقيقتهِ

لا يتقنُ الناسُ الا الكذْبَ واللّعِبا


ورطتُ قلبي كثيرا وانهزمْتُ بهِ

والآنَ أخرجُ مِن دنيايَ منسحبا


لم يبْقَ في الحبِّ شيءٌ نستظلُّ بهِ

غيرَ اسْمِهِ ونْغَنّي في الهوى كَذِبا


كلّ القصائدِ باتتْ غيرَ مُجْدِيَةٍ

لكي تحبّكَ أنثى .. فاتْرك الأدبا


#بديع_الزمان_السلطان

تعليقات

إرسال تعليق